“أميرال الخليج”.. غواص مغامر يستكشف السفن الغارقة في كهوف المحيطات
مغامرات خليفة المزروعي الغواص الإماراتي الشهير
“أميرال الخليج” لقب يستحقه عن جداره الغواص الإماراتي والمغامر المحترف خليفة المزروعي الذي نجح في اكتشاف أقدم السفن الغارقة في كهوف المحيطات والبحار.
ويروي “المزروعي” الحاصل على رخصة أول غطاس كهوف عربي من روسيا في عام 2017 لـ“محترفي الصيد” أصعب مغامرات الغوص التي خاضها خلال استكشافه كهوف المحيطات المظلمة ليخرج لنا بأسرار السفن الغارقة في الأعماق.
في البداية يؤكد أميرال الخليج أن أول خطوة لتنفيذ المهمة الصعبة تتمثل في القيام بين فترة وأخرى بجولات استكشافية في المنطقة المستهدفة، موضحًا أن الغوص الاستكشافي للسفن الغارقة يختلف تمامًا عن الغوص الترفيهي.
ويشير المغامر المحترف إلى أن التقنيات والمعدات المستخدمة في الغوص الاستكشافي تختلف اختلافًا جذريًا عن الغوص الترفيهي؛ فالغوص إلى جوف البحار والمحيطات إلى عمق أبعد عن 130 قدمًا – أي ما يساوي 40 مترًا – بشكل طولي من السطح يحتاج إلى استخدام غازات مخلوطة ومتعددة في الغطس.
ويحذر خليفة المزروعي من سكر الأعماق أو ما يسمى علميًا بـ “خدر النيتروجين” ويحدث عندما يصل النيتروجين لأكثر من ثلاثة أرباع هواء التنفس الطبيعي للإنسان ما يتيح له اختراق الجهاز العصبي المركزي نتيجة تزايد الضغط الجزيئي للنيتروجين، ويمكن أن يسبب نوعًا من التأثير المخدر يتمثل في فقدان القدرة على التفكير.
ولتجنب تلك الحالة، ينصح الغواص الإماراتي الغوّاصين أن يتنفســوا هواءً مخلوطًا بالهيليوم لإنقاص كمية النيتروجين الكلية في الغاز واستبدال جزء كبير من النيتروجين بالهيليوم.
وكذلك التزام إرشادات “وقفات السلامة” هي معدل الصعود 30 قدمًا في دقيقة يعطي احتمال أقل للإصابة بمرض تخفيف الضغط، ويعطي فرصة لخروج النيتروجين عن طريق الزفير بصورة طبيعية أفضل من تكون الفقاعات في الجسم، كما أثبتت تلك الدراسات أن وقفات السلامة لتخفيف الضغط وقبل الوصول إلى سطح الماء في نهاية الغوصة تتيح فرصة لخروج النيتروجين من الجسم عن طريق الرئتين.
وتزخر سجلات “المزروعي” بالكثير من الاكتشافات منها اكتشاف غواصة ألمانية من الحرب العالمية الثانية غارقة على عمق 120 مترًا على سواحل إمارة الفجيرة، واكتشاف جبل حفيت يضم عظامًا آدمية تعود إلى فترة تراوح بين 150 و200 سنة، كما تمكن من الدخول إلى أعمق نقطة في الأرض في منطقة أبخازيا، ويصل عمقها إلى 2092 مترًا تحت الأرض.
كما قاده حب المغامرة إلى استكشاف كهف “مجلس الجن” في سلطنة عمان، وهو واحد من أكبر الكهوف في العالم، وكهف الهوته وكهف هوية نجم في سلطنة عمان أيضًا، والأخير يصل طوله الى 700 متر، وعمقه 600 متر.
أما أول اكتشاف له كان برفقة فريق عمل على سواحل الفجيرة، كان سفينة “إنش كبتن” على عمق 24 مترًا، و”إنش كبتن2″ على عمق 19 مترًا على سواحل خورفكان.
ويرى أميرال الخليج أن أهم اكتشاف بالنسبة له حتى الآن، اكتشاف ناقلة النفط “إيناس” على عمق 70 مترًا، والتي غرقت يوم 9 أغسطس 1999، أمام سواحل الفجيرة بعد اندلاع حريق كبير فيها أثناء قيامها بنقل مخلفات بترولية إلى سفينة أخرى وذكرت مصادر خفر السواحل بالفجيرة أن السفينة وحمولتها 6175 طنًا .
وكانت قادمة من سلطنة عمان إلى ميناء الفجيرة وأثناء عملية نقلها لكمية محدودة من خام الديزل إلى سفينة أخرى وقع بها انفجار قوي أدى إلى اندلاع النيران فيها وغرقها على بعد 4 أميال بحرية من سواحل الفجيرة ولم يعرف السبب بعد وإن كان يرجح أنه نتيجة تسرب في أنابيب للغاز، وبعد سقوطها انقسمت الناقلة إلى قطعتين متساويتي الطول، استقرتا في قاع البحر على بعد 70 مترًا.
ويقول “خليفة” إن الرحلة كانت في غاية الصعوبة حيث تمكن هو وفريقه من الدخول من الطرف الأمامي من الناقلة والذي يبعد نحو 500 متر من الطرف الخلفي وكان سطحها مقلوبًا إلى الأسفل، ما صعب من مهمتنا في الدخول إلي السفينة للتعرف إلى محتوياتها من غرف ومرافق.
واختتم: “لكننا والحمد الله تمكنا خلال 45 دقيقة من الاكتشاف رغم صعوبة الولوج للمرات التي باتت تحوي الكثير من الأحياء المائية، وكان علينا أخذ الحيطة والحذر أثناء تجوالنا لتجنب المفاجآت التي قد يخبئها لنا الغوص خلال هذا العمق”.