بالفيديو .. جولة في حي الأوزبك بالقاهرة من الصمصة إلى الأرز البخاري
القاهرة .. الخيار رقم واحد للطلاب الوافدين إلى الأزهر الشريف
ما إن تحط قدماك الحي الثامن في مدينة نصر بالقاهرة حتى تقع عيناك على الطلاب الوافدين إلى الأزهر الشريف وعلى رأسهم الطلاب الأوزبك والروس ودول شرق آسيا.
سترى عيناك أبناء الوافدين وهم يلعبون في كل مكان بطمأنينة وسكينة، ضف على ذلك عشرات الدكاكين التي تقدم الأكلات المحلية الشعبية لكل دولة، وباتت مزارًا للمصريين قبل غيرهم، “محترفي الصيد” التقى بهؤلاء لنعرف المزيد عنهم، لماذا مثلت القاهرة الخيار الأول لهم؟ كيف تأقلموا فيها؟.
في البداية التقينا بأبي بكر أوروف، أحد أبناء الأوزبك الذين وفدوا مبكرًا إلى القاهرة منذ ثلاث سنوات، حيث كان ينظم محل والده الذي يقدم أشهر الأكلات الأوزبكية مثل الأرز البخاري واللوغمان، والغريب أنه رغم صغر سنه إلا أنه يدير كل شيئ ويعتمد والده عليه اعتمادًا كليًا.
يقول “أوروف” في تصريحات خاصة لـ”محترفي الصيد”، إنه لم يجد صعوبة في التأقلم مع الحياة في القاهرة، فهي بسيطة مقارنة بالدول الأخرى والتأقلم مع أهلها سهل.
وبعد أن انهيت حديثي مع أبو بكر، ذهبنا معًا لأداء صلاة الظهر وفوجئت بأن الشارع بدى فارخًا وبدأت جميع المحلات في الإغلاق استعدادًا للصلاة، وحينما دخلت مسجد فيض الرحمن الكبير وجدته قد امتلأ عن بكرة أبيه بالمصلين من جميع أنحاء العالم، كان مشهدًا مميزًا ربما لن أنساه في حياته، اختلفت الأسماء والأعراق؛ لكن القلوب توحدت على ذكر الرحمن.
عقب الانتهاء من الصلاة، عرفني “أبو بكر” على صديقه مصطفى أبوبكر، الذي يكبره في السن، وهو طالب فرنسي ذو أوصول مغربية، قدم مع أسرته ليكمل دراسته في الأزهر الشريف.
وعن سبب اختياره لمصر رغم وجود فرص كبيره له في التعليم بالخارج، قال “أبوبكر”، إن الحياة هنا بسيطة مقارنة بالخارج والتأقلم مع أهل البلد من أسهل ما يكون، الشعب المصري شعب ودود ومضياف والتصرفات الفردية السيئة لن تغير صورتنا عن أهل البلد الحقيقية”.
وأوضح الطالب الوافد أن الشهادة الأزهرية لها ثقلها الكبير في الخارج، وما أن يسمع أقاربه بالخارج أنه يدرس في الأزهر إلا ويحملوه على الأعناق وتتغير صورتهم عنه تمامًا إلى الأفضل.
ثم ستأخذك رائحة طيبة أخرى إلى مكان آخر يديره أحد الطلاب الأوزبك، وحينما تسأل عنها سيجيب الكثيرين إنها رائحة الصمصة الشهيرة المصنوعة من الدجاج واللحم والخضروات والخبز الأوزبكي الممزوج بالحليب والزبدة.
وقفت مع عبدالله أمنجان، صاحب المخبز الأوزبكي الذي تظنه للوهلة الأولى مصريًا إذا يتحدث اللغة العامية بطلاقه، ظننته في البداية أحد سكان الحي؛ لكني فوجئت أنه صاحب مكان.
عرفني بوالده وحكى لي كيف استقر في مصر؟، وأنه يتشرف بأن أولاده يدرسون في الأزهر، معربًا عن امتنانه في سهولة الإجراءات التي اتخذها للاستقرار هنا برفقة أولاده الخمسة، وأن أغلبهم ولودوا في مصر ونشأوا في هذا البلد الكريم.
التقينا أيضًا بعبدالله من طاجيكستان الذي يدرس كلية الهندسة الزراعية جامعة الأزهر، الذي افتتح هو الآخر مطعمًا لتقديم السوشي على الطريقة الروسية في محاولة لتدبير نفقاته الدراسية ومساعدة أسرته من ناحية أخرى، موجهًا شكره الكبير إلى مصر حكومة وشعبًا.