يبرز دور الغابات الرئيسي على سطح الأرض في المساعدة على التصدي لظاهرة التغير المناخي الذي أصبح حديث العالم؛ فهي أحد مكونات الطبيعة الخلابة والهامة التي وهبها الله لنا حيث تضم في خاصرتها عوالم حية معقدة تغطي ما يقرب من 30% من مساحة الأرض، في السطور المقبلة نحاول أن نتعرف على أهم الغابات الموجودة حول العالم وأبرز ما يميزها وموقعها.

الغابات حول العالم وما أبرز ما يميز كلا منها وموقعها

تتعدد أهمية الغابات لتتخطى كونها مظهر طبيعي بديع أو حتى المصدر الأساسي لإمدادنا بالهواء النقي؛ إذ يمكنها المساهمة بشكل كبير في تحقيق النمو الاقتصادي وتوفير الكثير من فرص العمل وتوليد الطاقة، وذلك يتبين في السطور التالية:

• تعد الغابات مصدر مهم من مصادر الطاقة في الكثير من البلاد حيث أنها في بعض البلدان تعتبر مصدر الطاقة الرئيسي في إمداد أهل هذه البلدان من حطب الوقود والفحم النباتي.
• وجود الغابات في الريف يساعد سكان الريف في إيجاد فرص عمل للسكان فتصنع الغابات الكثير من المنتجات التي تقوم على الأخشاب.
• لديها القدرة على التصدي لتغير المناخ وذلك من خلال امتصاصها لثاني أكسيد الكربون الذي ينتج عن احتراق الوقود وذلك أثناء عملية التمثيل الضوئي.
• تساهم في التصدي لمخاطر الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والانهيارات الأرضية.

أهمية الغابات حول العالم

الغابات عبارة عن غطاء شاسع أخضر ولها دور أساسي في الاقتصاد والصناعة والزراعة فهي أيضًا تحافظ على التربة وتمنع تأكلها وأيضًا لها أهمية كبيرة في الكثير من الأشياء التي تعود على الإنسان بالخير، مثل:

• تعمل الغابات على منع تدهور التربة وتحميها من الانجراف وتعتبر الغابات موطن لكثير من النباتات حيث أنها تحول الطاقة الشمسية إلى طاقة متجددة وذلك دون تدخل الإنسان في ذلك.
• تحمي الغابات ينابيع المياه وتحافظ على عدم تدهور المياه في الأماكن المختلفة
• تعتبر الغابات أيضًا مكان سياحي حيث يقوم الأشخاص في البلدان المختلفة لزيارته والاستفادة من معالمها.
• تمدنا الغابات بالخشب الذي نحتاج إليه وهذا يجعل للغابات قيمة اقتصادية عالية.
• تعتبر أيضًا الغابات ملجأ للحيوانات المختلفة في مختلف البلدان.
• يمكن الاستفادة منها عبر استخراج الفحم منها واستعمالها في الاحتياجات المنزلية مثل الطهي والتدفئة وغير ذلك من العادات التي يقوم بها الأشخاص في البلدان المختلفة.

أنواع الغابات حول العالم

تحتوي الغابات على جميع العناصر الحية وغير الحية وتعرف الغابات بأنها النظام الإيكولوجي وتتنوع الغابات حول العالم؛ فهناك:

الغابات الاستوائية:

تتميز الغابات الاستوائية بأنها تضم أعلى نسبة من النباتات والحيوانات عن الغابات الأخرى مثل غابات الأمازون والكونغو، وتقع الغابات الاستوائية بين مدار السرطان ومدار الجدي بين خطي عرض 10 درجات شمالا و10 ضربات جنوبا من خط الاستواء وتعتبر هذه الغابات من أهم وأبرز الغابات حول العالم.

تحتوي الغابات الاستوائية على أربع مجموعات فرعية وهي.

• غابات الرياح الموسمية المطيرة.
• الغابات المطيرة الموسمية.
• الغابات المطيرة دائمة الخضرة.
• الغابات المطيرة شبه دائمة الخضرة

 الغابات الشمالية:

تشمل الغابات الشمالية أجزاءً من كندا واسكتلندا وإيرلندا والولايات المتحدة ومنغوليا واليابان والسويد، وتتميز هذه الغابات بدرجات الحرارة المنخفضة جدا؛ فهي:

• تقع على خطوط العرض الشمالية المرتفعة بين خطي عرض 50 درجة شمالا و 70 درجة شمالا وهي قريبه جدًا من القطب الشمالي.
• تكون درجة الحرارة بين خمسة إلى 10 درجات مئوية.
• تضم أنواع كثيرة من أشجار الصنوبر وتقاوم التجمد وتبقى على قيد الحياة.
• يعتبر الهطول المطري السنوي منخفض المنسوب مقارنه بأنواع الغابات الأخرى.

الغابات المعتدلة:

تقع هذه الغابات في المواقع الجغرافية المعتدلة والتي تكون في أمريكا الشمالية وشمال آسيا وأوروبا الغربية وتشتهر هذه الغابات بالاعتدال ويتراوح معدل هطول المطر السنوي ما بين 30 و50 بوصة، تضم هذه الغابات مجموعة من أشجار القيقب والبلوط وخشب الدردار والزان ويعيش أيضًا فيها أنواع مختلفة من الحيوانات.

وتضم هذه الغابات خمس غابات فرعية وهي:

• غابات البحر المتوسط .
• الغابات دائمة الخضرة عريضة الأوراق.
• الغابات الصنوبرية الجافة.
• الغابات الصنوبرية المعتدلة .
• الغابات المعتدلة عريضة الأوراق الشجرية.

فوائد الغابات حول العالم

يمكن حصر فوائد الغابات التي تمثل ثلث اليابسة في النقاط التالية:

• تضم الغابات عدد غير قليل من الأشجار العملاقة المختلفة في العالم، لذلك تعد مصدرًا مهمًا لإمداد الصناعات التحويلية بالمواد الخام مثل الورق والخشب.
• حماية البيئة من تغيرات المناخ المختلفة فهي تعمل على أخذ غاز ثاني أكسيد الكربون من غازات الاحتباس الحراري وتقوم بإطلاق الأكسجين في الجو، وبهذا تساعد على تنقية الغلاف الجوي والتحكم في درجات الحرارة العالية.
• تساعد الغابات في تقليل كمية الأمطار على سطح التربة فتحمي بذلك التربة من التآكل.
• تعمل الغابات على تعزيز رطوبة الغلاف الجوي، الأمر الذي له تأثير إيجابي على درجة الحرارة وهطول الأمطار.

أسباب احتراق الغابات

لاحتراق الغابات عواقب وخيمة تعود على الإنسان، فهناك فوائد كثيرة لهذه الغابات؛ فإذا تم حرقها سوف يحرم الإنسان من هذه الفوائد المختلفة، التي يعتمد عليها في أمور عدة، وهناك سببين لنشوب هذه الحرائق في الغابات منها الطبيعية ومنها غير الطبيعية مثل:

• الحرائق الطبيعية: الحرائق الطبيعية تحدث بدون تدخل الإنسان فيها وهي تحدث بفعل الطبيعة.
• الحرائق غير الطبيعية: وهذا النوع من الحرائق يقوم فيه الإنسان بالتدخل ولهذا أمثلة عديدة مثل الحرائق التي حدثت في إندونيسيا بين عام 1997 وعام 1998 وأيضًا الحرائق التي حدثت في البرازيل عام 1998 وقضت على الكثير من غابات السافانا.

الحفاظ على الغابات

إن الحفاظ على الغابات بات مطلبًا على الصعيد الدولي والمحلي مع بروز تحديات التغير المناخي الذي يهدد العالم أجمع، ويمكن اتباع خطوات بسيطة للحفاظ على هذه الثورة الربانية، منها:

• الحد من استخدام المبيدات الحشرية لأن الاستخدام المفرط لها يؤدي إلى تدهور الغابات ويعمل على فقدان المحاصيل غير المعدلة وراثيًا في جميع أنحاء العالم
• التقليل من استخدام النفط، لأن استخراج النفط من أراضي الغابات المختلفة يعمل على تقليص المساحة الخضراء فلا بد من ترشيد استهلاك النفط للحفاظ على الغابات.
• إعادة تشجير الغابات المتضررة من الحرائق، وتطوير سلالات جديدة من أنواع الأشجار المقاومة للآفات.
• تنظيم الرحالات البيئية والاستكشافية لتعريف البشرية بهذه القيمة الكبيرة.