صيد الطيور في الأشهر الحرم.. هل يجوز شرعًا؟
يعد السؤال عن الصيد في الأشهر الحرم من الناحية الشرعية، من الأسئلة الشائعة بين محترفي وهواة الصيد البري، فهذه الأشهر معظمة في كافة الشرائع.
يقول المولى عز وجل في كتابه الكريم: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾ [التوبة:36].
ما هي الأشهر الحرم؟
الأشهر الحرم هي ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب
جاء في الصحيحين من حديث أبي بكرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهراً منها أربعة حرم، ثلاثة متواليات: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب شهر مُضر، الذي بين جمادى وشعبان”.
وقوله: ورجب شهر مضر الذي بين جمادى وشعبان، لأن ربيعة كانوا يحرمون شهر رمضان ويسمونه رجبًا، وكانت مضر تحرم رجبًا نفسه، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الذي بين جمادى وشعبان” تأكيدًا وبيانًا لصحة ما سارت عليه مُضر.
صيد الطيور في الأشهر الحرم جائز
وحينما سئل فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين، عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية –رحمه الله-، عن صيد الطيور في الأشهر الحرم، أكد أنه جائز؛ لأن الأشهر الحرم أنما يحرم فيها القتال.
وأوضح أن كثير من العلماء، أو أكثر العلماء يقولون إن تحريم القتال في الأشهر الحرم منسوخ.
الحالات التي يحرم فيها صيد الطيور
ولفت فضيلة الشيخ “ابن عثيمين” إلى أنه “إذا كانت الطيور داخل حدود الحرم فإنه لا يجوز صيدها ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال حين فتح مكة: لا ينفر صيدها. أي مكة، وإذا منع من التنفير فالقتل من باب أولى، وقال الله عز وجل : ﴿يا أيها الذين أمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم﴾، وقال عز وجل: ﴿أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعًا لكم وللسيارة وحرم عليكم صيد البر ما دمتم حرمًا﴾، فإذا كان الإنسان محرم، أو دخل حدود الحرم فإنه لا يحل له الصيد.
أيضًا من الأمور التي يحرم الصيد فيها، إذا كان المراد اللهو فإنه مكروه؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “ومن اتبع الصيد غفل”. رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه.