“ليست عشوائية”.. كيف يختار الغنم المراعي المناسبة والعشب الأنسب له؟!
أكد أحمد عباس، الجيولوجي المصري، أن مهمة الأكل عند الغنم واختيار المراعي المناسبة والعشب الأنسب ليست مهمة عشوائية أو بسيطة، موضحًا أنها من أعقد مما تصورنا.
وقال “عباس”، إن مجموعة من الباحثين في جامعة “بريستول” البريطانية – إحدى الجامعات الرائدة حول العالم، ثبتوا أجهزة تتبع (GPS) على ظهر مجموعة من الغنم بشكل عشوائي؛ وعقب تحليل بيانات حركة الغنم “كانت المفاجأة”، حيث وجدوا غالبية الغنم لا تبحث عن أفضل المراعي من أجل الأكل؛ بل تبحث عن العشب الأقل جودة في ظل وجود وفرة من العشب الأعلى جودة والأكثر إخضرارًا، ما أثار غرابة الباحثين.
وأضاف: “العجيب أنهم وجدوا توصلوا إلى أن قطعان الغنم التي تفضل العشب الأقل جودة هي التي تعاني من مشاكل صحية معظمها راجعة إلى الأنيميا أو فقر الدم؛ وأن تلك القطعان اختارت العشب الأقل خضرة لأن احتمالات وجود الحشرات الماصة للدم مثل “القراد” أقل بكثير عن العشب الأخضر، في حين أن الحيوانات الصحيحة تفضل العشب الأخشر الأعلي جود !”.
وأوضح الجيولوجي المصري، أن القراد أو البق من الحشرات المسببة لـ”الأنيميا” والعديد من الأمراض للحيوانات والبشر على حد سواء.
وأشار إلى أن عملية رعي الأغنام تعد عملية معقدة وليست سهلة؛ ففي كل مرة على الغنم أن يوازن بنفسه بين الرعي الجيد وتقليل فرص التعرض للطفيليات، حتى يعود في آخر اليوم ممتلأ الجوف وفي صحة جيدة.
واختتم بالقول: “هذا البحث يكشف لنا جانب مهم من حياة كائنات نعتمد عليها في جوانب كثيرة من حياتنا؛ وبالتالي من الممكن أن تساعد تلك الأبحاص مستقبلاً في محاربة الطفيليات ومتابعة الحالة الصحية للحيوانات وتوفير فرص لمراعي أفضل”.
