4 أسباب تدفعك لتعلم الفروسية وركوب الخيل
“الفروسية” اسم جامع لكل أنواع الرياضة البدنية بمختلف صورها سواء القديمة منها أو الحديثة كالعدو والسباحة ورفع الأثقال والمصارعة والتجديف والرماية والمبارزة والمسابقة بين الخيل أو الإبل وركوب الخيل.
وظهر اهتمام الإنسان بالفروسية في كل الحضارات القديمة، ويظهر جليًا فيما خلفته من نقوش وآثار؛ لكن العرب أكثر من عُنِيّ بالفروسية وركوب الخيل أشد عناية وسطر فرسانهم بطولات فاقت أساطير الرومان والفرس واليونان وغيرهم.
وسجلت بطون الكتب وحوادث التاريخ تلك البطولات الخارقة التي رسمتها فروسية أبطال العرب كفروسية عنترة بن شداد والشنفري الأردي وعمرو بن معد، وفروسية أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كعلي بن أبي طالب، وحمزة بن عبدالمطلب، وعمر بن الخطاب، وخالد بن الوليد، وأبي بكر الصديق، والقعقاع بن عمرو التميمي، وفروسية موسى بن نصير وطارق بن زياد وصلاح الدين الأيوبي وغيرهم.
دوافع شخصية.. أبرزها الحزم في اتخاذ القرارات وقوة في الشخصية
الفروسية وركوب الخيل ليست رياضة عادية كأي رياضة؛ إذ تكسب ممارسها جملة من الصفات والقيم النبيلة وترتقي بالنفس البشرية إلى أبعد الحدود؛ فهي تكسب الفارس قوة في الشخصية وحزم في اتخاذ القرارات.
كما أنها تزيد من ثقة الشخص بنفسه وشجاعته، وخير دليل على ذلك فروسية النبي صلى الله عليه وسلم حيث روي في الحديث أنه ركب فرسًا عريانًا من دون سرج، ففي الصحيحين من حديث ثابت عن أنس قال: “كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس، وأشجع الناس، ولقد فزع أهل المدينة ليلة، فخرجوا نحو الصوت، فاستقبلهم النبي صلى الله عليه وسلم وقد استبرأ الخبر، وهو على فرس لأبي طلحة عُرْيٍ – أي لا سرج عليه ولا غيره-، وهو يقول: “لم تراعوا، لم تراعوا”، ثم قال: “إنه لبحر”.
دوافع بدنية.. أبرزها تقوية العضلات وتحسين أداء الأوعية الدموية
وكما لرياضة ركوب الخيل تأثير على الجوانب الشخصية؛ فإن لها بصمة كبيرة على البنية الجسدية؛ إذ تساعد على تخفيف الوزن خاصّةً في منطقة البطن والأرداف؛ فهي تسهل عملية الهضم وحرق الدهون والسعرات الحرارية.
ويظفر عشاق الفروسية بقوام مستقيم ومرونة عضلية ولياقة بدنية في كافة أجزاء الجسم خاصة الفخذين والذراعين نتيجة عملية الركوب والنزول المتكررة من الحصان، إضافة إلى تعزيز القدرة على تحمل الجهد البدني.
كما تعمل رياضة ركوب الخيل على تنشّيط الدورة الدموية، وتكسب الشخص القدرة على التحكّم في الجسد وتصحح من وضع الجسم المنحني لأن ركوب الخيل يحتاج إلى وضعية الظهر في خط مستقيم.
دوافع نفسية.. أبرزها تخفيف حدة التوتر والاكتئاب
تعزز رياضة ركوب الخيل أيضًا من الصحة النفسية؛ فالتجول في أرجاء الطبيعة مُمْتَطيًا حصانك، ورؤية المناطق الريفية المحيطة والجبال والبحار، ترفع معنوياتك وتزيد من قدرة حواسك الخمسة لتجعلها أكثر استجابة مع محيطك، وتخفف من حدة توترك.
وتعد الخيول من الحيوانات الذكية والراقية التي يحتاج التواصل معها إلى مشاعر وأفكار وأحاسيس وحماس؛ وعلى هذا الأساس يتعلم الفارس مهارة التواصل والترابط العميق ليصبح شخصًا اجتماعيًا ناجحًا.
كما تكسبك المزيد من العلاقات، والمهارات الحياتية، والتجارب والقيادة والتواصل، وتعطيك شعورًا تحرريًا يخلصك من المشاكل النفسية والعاطفية والاجتماعية.
دوافع أسرية.. تحمي أطفالك من أمراض القلب والأوعية الدموية والسمنة
“عَلِّمُوا أوْلاَدَكُمْ السِّبَاحَةَ والرِّمَايَةَ ورُكُوبَ الخَيْلِ”، لم يكن توجيه عمر بن الخطاب رضي الله عنه عبثيًا؛ إذ جاء متوافقًا مع توجيهات علماء النفس والاجتماع والتربية الذين يؤكدون أن المراهقين يحتاجون إلى إثبات ذواتهم، وهذا الأمر يحتاج إلى توجيه صحيح عبر تفريغ تلك الطاقات في ممارسة الفروسية على وجه الخصوص.
وتحفز رياضة ركوب الخيل عمل الذاكرة والجهاز العصبي وتحسين القدرات الحركية بشكل سريع، وتنشيط الدورة الدموية وتقوية العضلات ومنع التقلصات.
كما تحمي الأطفال من أمراض القلب والأوعية الدموية والشرايين، وتنمي القدرات العقلية لدى الأطفال فتعمل على رفع نسبة التركيز.
وتقضي رياضة ركوب الخيل أيضًا على سمنة الأطفال حيث تحرق الدهون بشكل سريع من خلال تحسين عملية الهضم.