رحلة الطيور المهاجرة داخل مصر إلى أين.. ومتى؟
موعد وأعداد وأماكن توزيع الطيور المهاجرة في مصر
رحلة طويلة وشاملة تتدفق فيها الطيور المهاجرة كل عام، مع بداية الخريف من المناخات الباردة في أوروبا وآسيا إلى جنوب إفريقيا عبر مصر ثاني أهم طريق هجرة في العالم.
وتقطع الكثير من الطيور مسافات كبيرة عبر الجبال والصحاري وكذلك المحيطات لرغبة داخلية لديهم حتى يتم الوصول إلى الهدف بدقة عالية تشابه التي وصلت إليه خلال عامها السابق، فترى أنواع مختلفة من هذه الطيور تنطلق كل عام مهاجرة في الكثير من الاتجاهات والرحلات، وقد تجدهم يهاجرون مسافة 50 ألف كيلومتر كل عام.
خريطة توزيع الطيور المهاجرة داخل مصر
تشكل مصر مسار رئيسي من المسارات الهامة بالنسبة إلى الطيور المهاجرة خلال هجرتهم كل عام من أوروبا في شهر أكتوبر وكذلك شهر سبتمبر حتى يصلون إلى الأماكن الدافئة ويعودون مرة أخرى في أواخر الربع الأول من تلك السنة.
وتحط هذه الطيور على الكثير من السواحل الشمالية عند منطقة البحيرات مثل الفيوم ودمياط وشمال سيناء.
ويتكاثر العديد منها داخل المناطق الشمالية حيث تقوم بالاتجاه نحو الجنوب من أجل الهرب من الشتاء القارس في الشمال.
كما تهاجر العديد من الأنواع التي توجد داخل المناطق المعتدلة إلى جهة الجنوب حتى تتجنب الشتاء القارص ولذلك تجد أن الملايين من هذه الطيور تهاجر مرتين في كل عام بين قارة أفريقيا وقارة أوروبا وكذلك داخل قارة أفريقيا تهاجر هجرة داخلية.
أسباب هجرة الطيور إلى مصر
يوجد هناك صعوبة في الحصول على الغذاء المناسب خلال موسم الشتاء وذلك في بعض الأماكن التي تتكاثر بها ويعتبر هذا السبب من الأسباب الهامة وراء تلك الهجرة والرحلة الكبيرة حيث أن مصادر الغذاء تكون نادرة للغاية من بذور وحشرات خلال فصل الشتاء.
هذا إلى جانب وقت النهار القصير الذي يقلل من فرصة العثور على الغذاء، وهو السبب الذي يدعو تلك الطيور إلى البحث عن أفضل مناخ معتدل يوجد به الغذاء المطلوب.
الأراضي الرطبة أحد الأسباب الكبيرة وراء هجرة الطيور، والتي توجد داخل الأراضي المصرية وخصوصًا المناطق التي تحتوي على البحيرات مثل بحيرة البرلس وقارون ووادي الريان وبحيرة إدكو وكذلك بحيرة ناصر، بالإضافة إلى البحر الأحمر وكذلك وادي النيل.
ومن المناطق التي تجذب الطيور للهجرة إليها داخل مصر جزيرة الزبرجد وسانت كاترين ووادي النطرون ورأس محمد وجبل علبة ووادي الجمال وكذلك العين السخنة، هذه المناطق التي تعتبر من أهم المناطق حول العالم ويقطع إليها الآلاف من أنواع الطيور المختلفة مسافة كبيرة من جميع القارات المختلفة في فصل الشتاء.
دوافع الهروب الاضطراري
إن أسباب الهجرة لدى بعض أنواع الطيور تنحصر في الهروب الاضطراري من برودة الجو في المناطق الشمالية بالإضافة إلى قلة وجود الغذاء في بعض فصول العام بالإضافة إلى التزاوج والتكاثر.
أما عن السبب الرئيسي لهذه الهجرة فهو يتمثل في الصراع المستمر حتى يبقى هذا الطائر حيا وعلى الرغم من ذلك فإن ثلث تلك الطيور لا يعود من هذه الرحلة بسبب ما يتعرضون له من ظروف مناخية متغيرة أو حدوث افتراس من قبل الحيوانات.
موعد هجرة الطيور إلى مصر
وتهاجر الطيور في المعتاد خلال أواخر فصل الصيف وفي أوائل فصل الخريف حتى تصل إلى المناطق الأكثر دفئا حيث يتم قضاء فصل الشتاء هناك وتعود مرة أخرى خلال فصل الربيع عندما يأتي وقت وضع البيض.
كما أن تلك الطيور لا تنتظر أن يقل وجود الطعام ولكنها تطير وتهاجر قبل حدوث ذلك وإلا فإنها لن تستطيع من قطع هذه المسافة بالغة الطول دون وجود الطاقة اللازمة ويوجد هناك بعض أنواع الطيور التي تقوم بمضاعفة وزنها قبل البدء في الهجرة مثل الطيور المغردة حيث تعمل على تخزين الدهون أسفل الاجنحة أما عن الطيور الكبيرة مثل طائر الاوز فهو لا يتمكن من زيادة وزنه إلا نسبة قليلة للغاية حتى يتمكن من الطيران بسهولة.
أسلوب الهجرة
يختلف أسلوب هجرة الطيور، فهناك مجموعات تهاجر من ناحية الشمال إلى ناحية الجنوب وقد تهاجر من ناحية الجنوب إلى ناحية الشمال ويوجد هناك بعض أنواع الطيور التي تهاجر بين جهتي الغرب والشرق.
والبعض الآخر يهاجر بين الجبال والوديان، وقد تعمل هذه الطيور على تتبع مسار واحد خلال الهجرة والعودة، وتجد بعض الطيور الأخرى التي تتبع مسارين خلال الهجرة وكذلك العودة منها مثل الطيور التي تجدها في وادي النيل أثناء هجرتها إلى وسط أفريقيا ولا تتمكن من رؤيتها في فصل الربيع أثناء العودة.
كما تفضل بعض الطيور الهجرة خلال النهار، بينما نجد أخرى تهاجر خلال الليل، وهناك أنواع أخرى تستطيع أن تقطع بعض مسافات كبيرة وخيالية خلال هجرتها، بينما نجد أخرى تقطع مسافات قصيرة مثل طائر يسمى خطاف البحر القطبي الذي يسافر خلال نهاية فصل الصيف ناحية القطب الجنوبي، وطائر القطرس الذي يستطيع أن يهاجر ويسافر حول العالم خلال 80 يومًا عبر المحيط.
أما عن وقت الهجرة فهو يختلف أيضًا باختلاف أنواع الطيور المختلفة كما تختلف في النوع الواحد من هذه الطيور بين كبيرها وصغيرها؛ فتجد طائر الاجليوس الذكر الذي يهاجر قبل هجرة الأنثى منه بأسابيع معدودة من أجل تشييد مكان يناسب المعيشة حتى يستطيع أن يستقبل الأنثى من أجل بداية موسم التكاثر وكذلك التزاوج، وتجد بعض الأنواع يهاجر كبيرها قبل صغيرها وفي بعض الأحيان يسبق صغيرها كبيرها في نفس الوقت الخاص بالهجرة.
الممرات الرئيسية لهجرة الطيور
إن موقع مصر الجغرافي المتميز ومناخها المتنوع جعلها محطة لهجرة الطيور، ومكون رئيسي للتنوع البيولوجي، فهي تعد ملتقى القارات مصر، وتقع داخل مركز الحزام الصحراوي المتميز الذي يبدأ من دولة المغرب داخل الركن الشمالي لقارة أفريقيا وينتهي إلى الصحراء الباردة في آسيا الوسطى.
وتضم الأراضي المصرية خليطًا متنوعًا من الطيور الصحراوية والمائية والشاطئية بالإضافة إلى الطيور المغردة، هذه الطيور يبلغ عددها نحو 515 نوعًا من الطيور البرية فقط ويقيم 190 نوعًا منها في مصر بالإضافة إلى وجود 325 نوعًا منها مهاجر كل عام ويوجد 25 نوعًا فقط من الأنواع المسجلة في جمهورية مصر العربية من أنواع الطيور المهددة بالانقراض عالميًا.
أعداد الطيور المهاجرة إلى مصر وأنواعها
في الربيع والخريف يطير أكثر من 2 مليون طائر، تتوزع على النحو التالي: “مليون طائر جارح، و37 نوعًا من الطيور المحلقة، و66 ألف بجعة و500 ألف من طائر اللقلق”.
كما يزورنا في مصر أكثر من 500 نوعًا من الطيور على اختلاف أنوعها والتي من بينها: طائر القلق الأبيض، الصرد أحمر الظهر، السمان، أبو الفصاد، الهدهد، صقر الغزال، دراسة الشعير، الوروار.