السعودية .. بئر يطرد ما بداخله .. ما السر المرعب وراءه؟

ما السر وراء البئر المرعب في منطقة الجوف بالسعودية؟

أثار المقطع المرئي المنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي لبئر يطرد ما يقذف بداخله، التساؤلات حول حقيقة الظاهرة.

 

وفي هذاالصدد، كشف تركي القهيدان، الباحث في الآثار والجغرافيا، أن السبب الرئيس لاندفاع الهواء من فوهة البئر في الأبرق بمركز النبك بالجوف التي فشل صاحب مزرعة في إغلاقها بالأتربة، ناتج من الضغط الجوي.

 

وأوضح “القهيدان” أن الموقع يقع جنوب شرقي طبرجل بنحو 50 كيلو، وأنهم حفروا بئراً وفي أثناء الحفر صادفهم مجرى مائي قديم على شكل كهف قد يمتد إلى العشرات أو المئات من الكيلو مترات، ثم إن هذه الكهوف عن طريق الضغط الجوي بدأ يصعد الهواء إلى أعلى ليخرج مع الفوهة.

 

وأضاف ظاهرة الكهوف منتشرة في المملكة، وهناك “الوجاج” قرب الزبيرة، و”النظيم” قرب المجمعة، وهناك فوهة قرب “الحدقة” بالحدود الشمالية، لكنها أقل دفعاً للهواء من ظاهرة الأبرق.

 

وبيّن أن الضغط الجوي هو العامل الرئيس، وهو شبيه بظاهرة “الوجاج” التي رصدت عام ١٤١٨ هـ، وهي تدفع هواءً بارداً أشد برودة وقوة من المكيف الصحراوي بقوة حصان.

 

وأردف: لكنني اكتشفت أن خروج الهواء من الفوهة غير ثابت، ففي أواخر فصل الربيع من عام 98 ميلادي وفي 29 / 12 / 2000 ميلادي كانت الفوهة في حالة دفع الهواء، أما في 29 / 1 / 2003 ميلادي فكانت الفوهة في حالة سحب الهواء.

 

وتابع: تنشأ هذه الكهوف عادة في صخور الحجر الجيري وعندما تكون المياه الجوفية محمّلة بحامض الكربونيت تبدأ عملية التفاعل في أثناء انتقالها عبر الشقوق فتذوب الصخور، وباستمرار هذه العملية على مرور الزمن تنشأ الكهوف، ولا أستبعد أن تكون لهذه الفتحة فتحات أخرى غير مرئية؛ ما يؤدي إلى دخول الهواء من فتحة وخروجه من فتحات أخرى.

 

وأضاف: أما العامل الرئيس الذي يتحكم بقوة اندفاع الهواء فهو الضغط الجوي، ففي أثناء النهار تسخن أشعة الشمس سطح الأرض فترتفع درجة حرارة الهواء الملاصق له فيتمدد فيكون الضغط منخفضاً ومن ثم يصعد إلى أعلى مثل “المنطاد”؛ ما يجعل الهواء يندفع من خلال الفوهة التي تعمل كعنق الزجاجة إلى الخارج، حيث يكون التيار بهذه المنطقة وفي الليل يبرد فيزداد وزنه فيكون الضغط مرتفعاً فيهبط في الكهف، وهذه العملية هي مشابهة مع ما نلحظه عندما نفتح نافذة مكيّفة بالهواء البارد صيفاً، فيندفع الهواء البارد إلى الخارج، والعكس صحيح في فصل الشتاء؛ حيث يندفع الهواء البارد من الخارج إلى حجرة بها مدفأة.

 

وقال القهيدان: أما أسباب اندفاع الهواء البارد صيفا فهو لمرور الهواء في طبقات صخرية باردة أسفل سطح الأرض كالعازل لعدم تعرُّضها لأشعة الشمس، وتمر بمناطق رطبة لذا نجد الهواء بارداً، وأما خروج الهواء دافئاً في فصل الشتاء فهذا يعود لسبب تغيّر الحرارة الخارجية، فلتوضيح أكثر أن درجة حرارة الخارجة من الفوهة ثابتة طوال العام، لكنها تبدو لنا دافئة شتاء باردة صيفاً، فإن كان الهواء الخارج من الفوهة يقدر بـ 12 درجة مئوية سيكون الهواء بارداً في فصل الصيف، لأن الحرارة الخارجية تصل إلى 45 درجة مئوية، بينما يكون في فصل الشتاء دافئاً لأن درجة الحرارة الخارجية تكون صفراً مئوياً.

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق